حوار شجي بين جبرائيل وزينب والزهراء عليهم السلام عند قبر الحسين عليه السلام
ياتُرى مَن حَلَّ في وادي الطفوف
زينبٌ أم فاطِمٌ فيها فيها تَطوف
—
كانَ جبرائيلُ فَجرَ الأربعين
عِندَ قبرِ السِبطِ يَنعى في أنين
في عيونٍ عَبرى في قلبٍ حزين
ناظِراً شمسينِ أعياها الكُسوف
—
مَن اُشاهِد قائِلاً في كربلاء
زينبٌ هذهِ ضَجَت بالبُكاء
أم أرى الزهراءَ تَنعى في شجاء
وا حُسيناً كيفَ أرداكَ الحُتوف
—
نَفسُ جسمِ الاُمِ للبِنتِ نَحيف
نَفسُ صوتِ الاُمِ للبِنتِ ضَعيف
والخِمارُ الاسودُ الزاكي الشريف
لَهُما نفسُهُ في أقسى الظروف
—
نَظَرَ الوَحيُ لرَباتِ الحجول
أينَ طه عنكُما أضحى يقول
صَوتُ اُمِ الحُزنِ أم صوتُ البتول
فَجَّرَ الأعيُنَ بالدمعِ الذَروف
—
مَن اُواسي مِنهُما فالقلبُ ذاب
فاطِماً أم بِنتَها اُمَ المُصاب
فَاَتى مِن داخِلِ القبرِ الجَواب
حُزنُ اُختي زادَ للحُزنِ صُنوف
—
قُم وهاتِ الماءَ يا جبرائيلُ هات
فَحُسينٌ لَم يَذُق بُردَ الفُرات
وقَضى ظامٍ بأشفارِ الطُغاة
بَل رَوَت مِن دَمِهِ الزاكي السيوف
—
قالت الحوراءُ والدمعُ يَسيل
قُم بِنا للنهرِ ياوَحيَ الجَليل
لأبي الفَضلِ ومَن كانَ الكفيل
وفَدى السِبطَ بعينٍ وكُفوف
—
وعَلا صوتٌ حَزينٌ ذو شُجون
صوتُ اُمِ الخِدرِ قَد أبكى العيون
يا أخي قُم لِتَرى هذي الضعون
دونَ حامٍ هالَها رُعبٌ وخوف
—
قُم إلى الأكبرِ ياوَحيَ الإله
فعيونُ القلبِ تاقَت أن تَراه
لشِبيهِ المصطفى طابَ ثَراه
في الوَغى كالليثِ لَم يَخشَ الألوف
—
قالت الزهراءُ في دمعٍ غَزير
قومي للقاسمِ يابِنتَ الأمير
في الوَغى كانَ كَمِصباحٍ مُنير
شَعَ نورٌ لهُ ما بينَ الصفوف
—
صَرَخَت زينبُ في قَلبٍ فَجيع
قومي يا اُماهُ للطفلِ الرضيع
فَطَموهُ القومُ مِن دمِ النَجيع
كَهِلالٍ صارَ يَشكو مِن خُسوف
—
قالت الحوراءُ فلنبقى نَنوح
فَعَسى هذا البُكا يُشفي الجروح
هذهِ الأَرضُ بِهِم تبقى تَفوح
عِطرُها يُشفي جِراحاتِ الضيوف
—
عَلَمٌ تبقى قبورُ الطيبين
شيعةٌ تَنعاهُمُ في كُلِ حين
وتُنادي واحُسيناً واحُسين
ولَها الأجرُ مِنَ الباري الرؤوف
—
أحرُفٌ أربعةٌ تُدمي الجفون
حاءُ سينٌ ياءُ والرابعُ نون
وبها الأحرارُ دوماً يَلهَجون
يُرهِبونَ الطاغي في هذي الحروف
—